Error loading page.
Try refreshing the page. If that doesn't work, there may be a network issue, and you can use our self test page to see what's preventing the page from loading.
Learn more about possible network issues or contact support for more help.

في سجن النساء : وجة الحياة الاخر

ebook
1 of 1 copy available
1 of 1 copy available

وقف المأمور وراء نافذة بيته يرقب السجن وقلبه مثقل حزين. كانت زوجته ترقد مريضة تتلوى من الألم، ويتشبث ولداه الصغيران بيديه في الذهاب والإياب إلى المنزل وقد ملأهما القلق والذعر والخوف من المجهول. أمهما تصرخ وتتلوى ولا تستطيع معهما حديثا، والجو حولهما رهيب مشبع بملامح الألم التى ارتسمت على وجه والديهما.,كان الوقت عصرا، وكل عصر فى القناطر جميل. الشمس رائعة عذبة، والأشجار فى السجن تبرق، والشمس والنهر فيما وراء السجن يشعان. والمراكب بأشرعتها البيضاء الجميلة تنساب وترفرف وتضفى على الدنيا الأمان والسكينة. لكنها اليوم تحمل فى طياتها سرا مجهولا ملأ قلبه خوفا وأخذ يتساءل؟ ماذا لو استطاع الإنسان أن يتحكم فى كل شئ وأن يعرف كل شئ؟ ماذا لو إستطاع أن ينقذ زوجته وولديه من المجهول الرهيب!,جال ببصره فى فناء السجن. رغم حزنه الدفين، أستطاع أن يلمح رماله الصفراء. إن الرمال صفراء جدا..جدا، وتبدو السجينات بملابسهن البيضاء شيئا مميزا وكأنها لوحة قصد الفنان أن يزيد من تنافر ألوانها إنسجاما عجيبا. فالوجوه فوق الملابس البيضاء، صفراء كالعدم، باهتة كالأوراق الذابلة..,السجينات يرحن ويجئن، أغلبهن فرادى، وبعض الطوابير الغير منتظمة، تعود للورش. وطابور الإيراد بأسماله البالية وألوانه المتناقضة يدخل من البوابة بعد أن قيده محمد أفندى الجد فى الغرفة المقابلة للمأمور, وبعدها يأخذ طريقه نحو الحمام تصحبه السجانة ومن وراءه الباشسجانة بوجهها الصبوح وجسمها الممتلئ قليلا بانتصاب واعتدال قوام، وعصاتها الصغيرة القصيرة فى يدها , وتقف عند باب الحمام قليلا، ثم تأخذ طريقها نحو الفناء المواجه للمستشفى وهى تصيح:-,-قومى يا سجانة ياللى مش نافعة. أنت سايبة مساجينك وقاعدة تتدعكى!,كانت المسجونة قد أتت للسجانة بطبق أبيض من الصاج وملأته بالماء الساخن وأخذت تدعك أقدام السجانة بالحجر وباللوف., وردت زينب:-,- يوه يا باشسجانة رجلينا وقفت من الجرى والنط طول النهار.,- ما هى الساعة بقت أربعة والتمام قرّب والآشية معدن.. يالله يا نسوان يا غجر..,واقتربت أكثر، متوجهه إلى باب مواجه للمستشفى.. هيه كلكم حتتلموا. واحدة بس. يا شيوعية.. واحدة بس أنا ما أقدرش على المؤتمرات بتاعتكم., - تتصورى يا باشسجانة شوفى عواميد فهمى وقرفها.. ترضى ناكل فى حاجة زى كدة؟,- وشفتى الغدا يا باش سجانة أهو الأكل كله متكوم أهو للنوبتجية داهية تغور فهمى وشكله وأكله.,تقول الباش:,- أنا سمعت إن جالكم جوابات النهاردة.,-آه جه جواب من نادية لثريا شاكر. كان عيد ميلاد بنتها وعملوا لها ليلة والبنت حمارة مش فاهمة حاجة.. وبعتوا طرد لجوزها ورجع.,

Formats

  • OverDrive Read
  • EPUB ebook

subjects

Languages

  • Arabic

Loading